أصول التوجيه وضوابطه لم تكن منقحة واضحة في عصرهم - في توجيه الآيات القرآنية، وأكثروا منه.
وحقيقة التوجيه هي أنه إذا وقعت صعوبة في فهم كلام المؤلف - مثلا - فيقف الشارح عند ذلك، ييسر هذه الصعوبة ويحل كل غموض، ولما كانت عقول القراء للكتاب ومداركهم ليست في مرتبة واحدة، فلذلك يختلف التوجيه للمبتدئين عن التوجيه للمنتهين وكثير مما يصعب فهمه ويدق إدراكه يشعر به المنتهي، ويحتاج إلى حله، ويبقى المبتدئ في غفلة عنه. ولا يحس به، بل لا يستطيع أن يحيط به ويدركه حق إدراكه، وهنالك كثير من الكلام يستصعبه المبتدئ ولا يحصل في ذهن المنتهي شيء من الصعوبة.
ولما كان القرآن الكريم أحاط بجميع العقول البشرية وأطراف المدارك الإنسانية، فإنه قد راعى حال جمهور القراء، وتحدث على قدر عقولهم وأذهانهم.
ففي آيات الجدل القرآني يقوم التوجيه على تحرير مذاهب تلك الفرق التي تحدث عنها القرآن وتنقيح وجوه الإلزام.
وفي آيات الأحكام ينبني التوجيه على توضيح المسألة