أساليب قصص الأنبياء والمرسلين في سورة الأعراف وسورة هود وسورة الشعراء، ثم ليرجع إلى هذه القصص في سورة الصافات ثم ليقرأ هذه القصص نفسها في سورة الذاريات يتجلى له الفرق كوضح النهار.
كذلك ورد ذكر ما يتعلق بتعذيب العصاة الظالمين، والإنعام على المطيعين الصالحين بلون جديد في كل موضع من مواضع ذكره في القرآن الكريم، وهكذا جاء تخاصم أهل النار بعضهم مع بعض في صور جديدة وأساليب متنوعة في كل مكان، والكلام في هذا يطول.
نعلم كذلك أن مراعاة مقتضى الحال الذي يتكفل فن المعاني بتفصيله والحديث عنه، واستعمال الاستعارات والكنايات التي يحتوي عليها فن البيان، مع مراعاة حال المخاطبين الأميين الذين يجهلون هذه الصناعات، قد توفرت في القرآن الكريم وتحققت بوجه لا يتصور أحسن منها وأروع، وذلك أن المطلوب في القرآن الكريم هو أن تودع بعض اللطائف البيانية التي لا تستعصي على العامة ويتذوقها الخاصة في تضاعيف المخاطبات المعروفة والحوار العام وهذا هو نوع من الجمع بين النقيضين (الذي لا يتيسر مثله لأي واحد من البشر) .
ومن وجوه الإعجاز القرآني ما لا يتيسر فهمه إلا للمتدبرين المتأملين في أسرار الشرائع، ودقائقها، وذلك أن هذه العلوم