القوانين الاصطلاحية والتقيد بها دليل على العجز والجهل، وأما مراعاة الحسن الإجمالي والقدر المشترك الذي لا يفوت في أي حال من أحوال الكلام، ولا أي صفة من صفاته، ويرافق الكلام في لينه وشدته، ووهادة ونجاده، من دون إلمام بالقواعد الاصطلاحية، واستعمال للضوابط العرفية إنما هو الإعجاز برأسه، الخارج عن حد الطوق البشري. ولا شك أن الله - جلت قدرته - اختار هذه الطريقة المعجزة. (التي تكل عن إدراكه - حقه - والصعود إلى مرتقاه قوى البشر أجمعين) .
مراعاة القرآن الكريم للجاذبية الصوتية دون البحور الشعرية:
ومن هنا نستنبط قاعدة مهمة، وهي أن الله - تبارك وتعالى - قد راعى في أكثر سور كتابه الحميد الجاذبية الصوتية وامتدادها، وجمالها وتأثيرها، لا البحر الطويل والبحر المديد أو غيرهما من البحور الشعرية.
واعتبر في الفواصل انقطاع النفس بالمدة، أو ما تستقر المدة عليه، لا قواعد فن القافية، وهذا المبحث يحتاج إلى بسط وتفصيل، واجتزىء هنا بالقدر اليسير فلنتأمل فيما يأتي:
اعتبار الامتداد الصوتي هو الوزن في القرآن الكريم:
إن دخول النفس في الحلقوم وخروجه منه أمر طبيعي في الإنسان (كما هو أمر طبيعي في كل حيوان) وإن تمديد النفس