هذه إجازة موسى الحجاوي لتلميذه بن أبي حميدان.
الحمد لله رافع سماء السيادة، ومطلع شمس الدين في أفق السعادة، وأكرم محمداً بأن جعله خاتم الأنبياء والمرسلين، وجعل العلماء ورثة الأنبياء فلا يزالون على الحق ظاهرين، وأراد خيراً بمن فقهه في الدين، بشارة بخاتمة الحسنى، وترغيباً في الأحكام الموقعة عن رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد المرسلين. وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، وحبيب الأمة الموحدين.
وبعد. فقد قرأ وسمع علي العبد الفقير إلى الله، الشيخ الإمام العالم العلامة محمد أبو عبد الله شمس الدين ابن العبد الفقير إلى الله المرحوم الشيخ برهان الدين إبراهيم بن محمد بن أبي حميدان، الشهير نسبه الكريم بأبي حدة، أعزه الله بعزه، وجعله في كنفه وحرزه.
قراءة وسماعاً ببحث وتحقيق، وتحرير وتدقيق كتابي "الإقناع" في الفقه على مذهب الإمام العالم الرباني، والصديق الثاني، إمام أهل السنة، والصابر على المحنة، المعظم، المبجل، أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني رضي الله عنه وأرضاه، وجعل الجنة منقلبه ومأواه؛ فقد قرأ وسمع الكتاب المذكور مرتين دروساً مشروحة بقراءته وقراءة غيره، فشرحت له ذلك، وسمع علي أيضاً باقي النمط المشروح من "المقنع" و "الخرقي" قراءة، جميع ذلك في مدة تزيد على سبع سنين، كان الله لي وله في الخيرات معيناً، وقد استخرت الله- وما خاب مستخيره- وأذنت له أن يفتي ويدرس على مذهب إمامنا المذكور، وأن