"لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لايحب كل مختال فخور"57/ 23. يعني إذا علمتم أن كل شئ مقدر مكتوب عند الله، قل أساكم على الفائت، وفرحكم على الآتي، لأن من علم أن ما عنده مفقود لا محالة، لم يتعاظم جزعه عند فقده. انتهى.
قال الشافعي لما مات ابنه:
وما الدهر إلا هكذا فاصطبر له ... رزية مال أو فراق حبيب
فألهمكم الله عند المصائب صبراً، وأحرز لكم بالصبر أجراً.
قال بعضهم: الولد في الدنيا سرور فان، وفي الآخرة ثواب نور باق، فنور يبقى خير من سرور يفنى.
وقال الآخر: الولد إن عاش فحزن وفتنة، فإذا قدمه، فصلاة ورحمة، فلا تجزع على ما فاتك من حزن وفتنة، ولا تضيع ما عوضك الله من صلاة ورحمة.
قال النووي: كانت الطواعين المشهورة في الإسلام خمسة: طاعون شيرويه بالمدائن بالعراق سنة ست من الهجرة، ثم طاعون عمواس بالشام زمان عمر، مات فيه خمسة وعشرون ألفاً، ثم طاعون في زمن ابن الزبير، مات فيه في ثلاثة أيام كل يوم سبعون ألفاً، ومات فيه لأنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة وثمانون ابنا. انتهى.
قال الشاعر:
إني معزيك لا أني على ثقة ... من الخلود ولكن سنة الدين
فما المعزى بباق بعد ميته ... ولا المعزي وإن عاش إلى حين
قال ابن القيم بعد كلام له سبق: الصبر على البلاء ينشأ من أسباب عديدة:
أحدها: شهود جزائها وثوابها، وتكفير السيئات ومحوها لها.
والثاني: شهود القدر السابق الجاري بها، وأنها مقدرة في أم