فأنخنا بها بعيرها، فابتغينا في رحلها، فلم نجد شيئا، فقال صاحباي: ما نرى معها كتابا. فقلت: لقد علمنا ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حلفت: والذي أحلف به لئن لم تخرجي الكتاب لأجردنك. فأهوت إلى حجزتها وهي محتجزة بكساء فأخرجت الكتاب، فأتوا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: يا رسول الله، قد خان الله ورسوله والمؤمنين، دعني أضرب عنقه. فقال: يا حاطب، ما حملك على ما صنعت؟ فقال: يا رسول الله، ما بي إلا أن أكون مؤمنا بالله ورسوله، ولكني أردت أن تكون لي عند القوم يد يدفع الله بها عن أهلي ومالي، ولم يكن أحد من أصحابك إلا له هناك من قومه من يدفع الله تعالى به عن أهله، وماله. فقال: صدق، فلا تقولوا له إلا خيرا، فعاد عمر، فقال: يا رسول الله، إنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين، دعني أضرب عنقه. قال: أوليس من أهل بدر؟ وما يدريك لعل الله عز وجل اطلع عليهم فقال: اعملوا ما شئتم، فقد وجبت لكم الجنة فاغرورقت عينا عمر وقال: الله ورسوله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015