333 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ النَّرْسِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْمُسَاوِرِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أُتِيَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فِي الْمَنَامِ، فَقِيلَ لَهُ: احْفِرْ بَرَّةً، قَالَ: وَمَا بَرَّةٌ؟ قَالَ: مَضْنُونَةٌ ضُنَّ بِهَا عَنِ النَّاسِ وَأُعْطِيتُمُوهَا، قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحَ جَمَعَ قَوْمَهُ فَأَخْبَرَهُمْ فَقَالُوا: أَلَا سَأَلْتَهُ مَا هِيَ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ أُتِيَ فِي مَنَامِهِ، فَقِيلَ لَهُ: احْفِرْ قَالَ: وَمَا أَحْفِرُ؟ قَالَ: زَمْزَمَ لَا تُنْزَحُ وَلَا تُذَمُّ، بَرَكَةً مِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَضَعَهَا تَسْقِي الْحَجِيجَ وَمَعْشَرًا جَمًّا، فَلَمَّا أَصْبَحَ جَمَعَ قَوْمَهُ فَأَخْبَرَهُمْ، فَقَالُوا لَهُ: أَلَا سَأَلْتُهُ أَيْنَ مَوْضِعُهَا؟ فَلَمَّا بَاتَ مِنَ اللَّيْلِ أُتِيَ فَقِيلَ لَهُ: احْفِرْ قَالَ: أَيْنَ؟ قَالَ: مَوْضِعُ زَمْزَمَ، قَالَ: وَأَيْنَ مَوْضِعُهَا؟ قَالَ: مَسْلَكُ الذَّرِّ، وَوَضْعُ الْغُرَابِ بَيْنَ الْفَرْثِ وَالدَّمِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ جَمَعَ قَوْمَهُ فَأَخْبَرَهُمْ، فَقَالُوا: هَذَا مَوْضِعُ نُصُبِ خُزَاعَةَ وَلَا يَدْعُوكَ، وَكَانَ وَلَدُهُ جَمِيعًا غُيَّبٌ إِلَّا الْحَارِثُ، فَقَامَ هُوَ وَالْحَارِثُ يَحْفِرَانِ حَتَّى اسْتَخْرَجَا غَزَالًا مِنْ ذَهَبٍ فِي أُذُنِهِ قُرْطَانِ، ثُمَّ حَفَرَا حَتَّى اسْتَخْرَجَا مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ، ثُمَّ حَفَرَا حَتَّى اسْتَخْرَجَا سُيُوفًا قَلَعِيَّةً -[327]- مَلْفُوفَةً فِي عَبَاءٍ ثُمَّ حَفَرَا حَتَّى اسْتَنْبَطَا الْمَاءَ