الفهرست (صفحة 278)

الزيجات التي كانت في زمانه لأنه وسائر من كان في ذلك الزمان وجدوه أصوبها كلها عند الامتحان وأشدها اختصارا واستخرج منه المنجمون في ذلك الزمان زيجا سموه زيج الشهريار ومعناه ملك الزيجات هذا آخر لفظ أبي معشر.

قال محمد بن إسحاق خبرني الثقة انه انهار في سنة خمسين وثلاثمائة من سني الهجرة أزج آخر لم يعرف مكانه لأنه قدر في سطحه انه مصمت إلى أن انهار وانكشف عن هذه الكتب الكثيرة التي لا يهتدي أحد إلى قراءتها والذي رأيت انا بالمشاهدة أن أبا الفضل بن العميد أنفذ إلى هاهنا في سنة نيف وأربعين كتبا منقطعة أصيبت بأصفهان في سور المدينة في صناديق وكانت باليونانية فاستخرجها أهل هذا الشان مثل يوحنا وغيره وكانت أسماء الجيش ومبلغ أرزاقهم وكانت الكتب في نهاية نتن الرائحة حتى كأن الدباغة فارقتها عن قرب فلما بقيت ببغداد حولا جفت وتغيرت وزالت الرائحة عنها ومنها في هذا الوقت شيء عند شيخنا أبي سليمان ويقال ان سارويه أحد الأبنية الوثيقة القديمة المعجزة البناء وتشبه في المشرق بالاهرام التي بمصر من أرض المغرب في الجلالة وإعجاز البناء.

حكاية أخرى:

كانت الحكمة في القديم ممنوعا منها الا من كان من أهلها ومن علم انه يتقبلها طبعا وكانت الفلاسفة تنظر في مواليد من يريد الحكمة والفلسفة فإن علمت منها أن صاحب المولد في مولده حصول ذلك له استخدموه وناولوه الحكمة وإلا فلا وكانت الفلسفة ظاهرة في اليونانيين والروم قبل شريعة المسيح عليه السلام فلما تنصرت الروم منعوا منها وأحرقوا بعضها وخزنوا البعض ومنع الناس من الكلام في شيء من الفلسفة إذ كانت بضد الشرائع النبوية ثم إن الروم ارتدت عائدة إلى مذاهب الفلاسفة وكان السبب في ذلك أن ليوليانس ملك الروم وكان ينزل بأنطاكية وهو الذي وزر له ثامسطيوس مفسر كتب أرسطاليس لما قصده سابور ذو الأكتاف وظفر به ليوليانس إما في حربه له وإما لأن سابور كما يقال مضى إلى أرض الروم ليقبض أمرها ففطن له وقبض عليه والحكاية في ذلك مختلفة وأن ليوليانس سار إلى أرض العجم حتى بلغ جنديسابور وبها إلى وقتنا هذا ثلمة يقال لها ثلمة الروم فحضر رؤساء الأعاجم والاساورة وبقايا حفظة الملك وأطال المقام عليها واستصعب عليه فتحها وكان سابور محبوسا في بلد الروم في قصر ليوليانس فعشقته ابنته فخلصته فطوى البلاد مختفيا إلى أن وصل إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015