فإن عفوت فشيء كنت اعهده ... أو انتصرت فمن مولاك تنتصر
وبلغ المأمون أن لا يقوم لطاهر بن الحسين ويقوم لأبي الهزيل ويأخذ ركابه حتى ينزل فسأله عن ذلك؟ فقال أبو الهزيل: أستاذي منذ ثلاثين سنة.
النظام: إبراهيم بن سيار بن هانئ النظام، ويكنى: أبا إسحاق كان متكلما شاعراً أديبا، وكان يتعنف أبا نواس، وله فيه عدة مقطعات، وإياه عنى أبو نواس بقوله:
فقل لمن يدعي في العلم فلسفة ... حفظت شيئا وغابت عنك أشياء
لا تحظر العفو إن كنت أمرأً ... حرجا فإن حظركه بالدين إزراء
وذلك انه كان يدعوه إلى القول بالوعيد فيأبى عليه، ومن كلا النظام في صفة عبد الوهاب الثقفي ولم ير أحسن وجها منه: هو والله أحلى من أمن بعد خوف وبرء بعد سقم وخصب بعد جدب وغنى بعد فقر ومن طاعة المحبوب وفرج المكروب ومن الوصال الدائم مع الشباب الدائم ومن شعره:
رق فلو بزت سرابيله ... علقه الجو من اللطف
يجرحه اللحظ بتكراره ... ويشتكي الإيماء بالطرف
ويقال عن أبا الهزيل حضره يوما وقد أنشد هذين البيتين، فقال له: يا أبا إسحاق، هذا لا يناك إلا بأير من خاطر.
الواسطي: أبو عبد الله محمد بن زيد الواسطي من جلة المتكلمين وكبارهم أخذ عن أبي علي الجبائي واليه كان ينتمي وكان في زمانه علي الصوت كثير الأصحاب وقيل انه من متكلمي بغداد وفيهم بعد وهو الصحيح وكان ينزل في الفصيل وكان من أخف عالم الله روحا ومع ذلك يقول الشعر وهجا نفطويه وقال فيه:
من سره أن لا يرى فاسقا ... فليجتنب أن يرى نفطويه
أحرقه الله بنصف اسمه ... وصير الباقي صراخا عليه
ومن طريف قوله في نفطويه انه كان يقول من أراد أن يتناهى في الجهل فليتعرف الكلام على مذهب الناشئ والفقه على مذهب داود بن علي والنحو على مذهب طويه قال ونفطويه يتعاطى الكلام على مذهب الناشئ والفقه على مذهب داود وهو نفطويه فهو إذا نهاية في الجهل وتوفي بعد أبي علي بأربع سنين وقيل سنة ست وثلثمائة وله من الكتب كتاب إعجاز القرآن في نظمه وتأليفه كتاب الإمامة جود فيه.