ما زرفن، لا أدري والأمر أدب، أغناء ذلك أم ندب، كل خضباء1 كخطيب في الغصن الرطيب، قد التثمت بقار، في المناقر، ووطئت في الدم بالقدم، وأضرم نارها الفؤاد، فالقلادة حمم، والثوب رماد، بل أسف ورقاء لاح لهال نجم الخرقاء، وكانت يمانية الدار، فهبط بها بعض الأقدار، أرضًا تهمة، لامرذة ولا مرهمة، فلما بصرت بسهيل، ذكرها أيام أهيل، عهدتهم في بلاد القرظ2، كلهم بها ليس بفظ، فضاق بغرامها الجيد، فهي تهتف وتجيد تخفف بخروج الأصوات، ما تجده من كرب الأموات، ظنت أن لا مناص، من ضنك الأقفاص، فهي تود أن الله مسخها زرقاء نهار مترنمة، أو ورقاء3 يل مهينمة، لتفوز بالخلاص، من بعض الخصاص، ومستقري معمرة النعمان والفتنة عندنا صماء، طعان بالمران، ورماء إنما يجيء الضيف وقد سل السيف، ولو قدرت لم أقدح إلا بمرخ"4، ولا سكنت بلدًا غير الكرخ، ولكن نضوى5 معقول، فرحم الله لبيدًا حيث يقول:

لما رأى لبد النسور تطايرت ... رفع القوادم كالفقير الأعزل6

وأنا أهدي إلى سيدي الشيخ -جمل الله الدنيا ببقائه- وإلى جماعة أصدقائه، وغلمانه سلامًا يؤنس موحش الإمرات، ويتصل من الشام إلى الصراة إذا مر بموقدي نار غضوية حسبوا غضاها7 قطرًا، لتركه الهواء عطرًا"؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015