المذاهب الفنية القديمة التي وصفناها من صنعة وتصنيع وتصنع، كما ينظم بينهم وبين الفن الغربي وطرائقه، فيقبلون على تعمق أصول الصناعة الفنية عند العرب، كما يقبلون على تعمق المناهج الفنية والفلسفية عند الغرب، ولا يكتفون بذلك بل يتجهون شطر المشرق فيطلعون على آداب الفرس والترك والهند والأمم الشرقية الآخرى؛ ولكن لا ليستعيروا وينقلوا أو يترجموا، بل ليتفاعلوا ويستوعبوا ويعبروا عن شعورهم وسرائرهم تعبيرًا لهم مادته وصورته وما فيه من معارض التفكير ومنازع الوجدان، حينئذ تجد قافية التجديد طريقها الذي أخطأته، ودليلها الذي ضَلَّتْهُ.