وانظر إلى تميم بن المعز يقول في النيل1:

يومٌ لنا بالنيلِ مختصرٌ ... ولكل يوم مسرَّة قصرُ

والسُّفنُ تجري كالخيولِ بنا ... صعدًا وجيشُ الماءِ منحدرُ

وكأنَّما أمواجُهُ عُكَنٌ ... وكأنما داراته سرَرُ2

ويصف ابن قلاقس3 آخر شعراء هذا العصر مغرب الشمس: هذا المنظر الذي تشتهر به مصر، فيقول وقد رآها تغرب في عين النيل:

انظرْ إلى الشمسِ فوق النيلِ غاربةً ... واعجب لما بعدها من حُمْرةِ الشَّفقِ

غابت وأبدت شعاعًا منه يخلُفُهَا ... كأنها احترقت بالماءِ في الغرقِ

وتعلق الشعراء بوصف الزهور والزروع التي تحف بالنيل، ومن أشهرهم في ذلك ابن وكيع التنيسي4 المتوفى عام 393 للهجرة. كقوله في وصف الأزهار 5:

من نرجسٍ أبيضَ كالثغورِ ... كأنه مخانقُ الكافورِ6

وروضةٍ تزهرُ من بنَفسجٍ ... كأنها أرضٌ من الفيروزجِ

يضحكُ منها زهر الشقيقِ ... كأنَّهُ مداهن العقيقِ

وارم بعينيك إلى البَهَارِ ... فإنه من أحسن الأزهارِ

كأنه مداهنٌ من عسْجَدِ ... قد سُمِّرت في قضبِ الزَّبرجدِ

وتبعه الشعراء يتغنون بهذه الأزهار والأنوار، وأضافوا إليها نغم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015