خلط بين مذهب أبي تمام ومذهب المتنبي، وقد قيلت هذه القصيدة نفسها على نسق قصيدة المتنبي في ابن العميد:
بادٍ هواك صبرتَ أم لم تصبِرا ... وبكاك إن لم يجرِ دمعَك أو جرى
وكان مولعًا بتتبع المتنبي في شعره والإغارة على معانيه، ولاحظ ذلك صاحب الذخيرة في غير موضع من شعره كهذا البيت:
أواصل آناء الأصائل بالضحى ... وزادي من جهدي، وراحلتي رجلي
فقد أخذه من قول المتنبي:
لا ناقتي تقبل الرديف ولا ... بالسَّوطِ يوم الرِّهانِ أجهدُها
شراكُها كورُها، ومشفرُها ... زمامُها، والشُّسوعُ مقودها1
وكذلك قوله في وصف فرس:
وذو غُرَّةٍ معروفة السبق في المدى ... وقد قرح التحجيل من حلق الشُّكْل2
فقد أخذه من قول المتنبي:
وإن تكن محكمات الشُّكْلِ تمنعني ... ظهورَ جريٍ فلي فيهن تَصْهالُ3
ولم يكتف ابن دراج بتقليد المتنبي، إذا كان يشغف بتقليد غيره من المشارقة كالشريف الرضي4 وأبي نواس وقد عارض قصيدته في مدح الخصيب:
أجارة بيتينا أبوك غيورُ ... وميسورُ ما يرجى لديك عسيرُ
بقصيدة في مدح المنصور بن أبي عامر مطلعها: