ذلك بعض اللائي اندثر كيانهن الخاص انبهاراً بالفنانات، فصرن عديمات الشخصية، ووقعن في حب التقليد الأعمى، فأرهقن أنفسهن بمتابعة (الموضات) وجعلن الأسواق مرتعاً لهن، بما ضاعف الأعباء المالية على الزوج، وأخيراً - وأسفاه - خرجن عن سنن الدين والحياء بأثر من الفن الرخيص.
يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله: "وما قيمة ثوب وسيم على خُلق دميم، وما معنى أن تكون المرأة قبيحة الباطن جميلة الظاهر، لذلك أوصى القرآن الكريم بلباس التقوى فهو أشرف وأزكى" (?) . قال تعالى: [الأعرَاف: 26] {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ}
لقد حرّض الفن المرأة على رفض واقعها المصون وما خُلِقت له، فحبب إليها كثرة الخروج من بيتها لِتُحقق ذاتها - بزعمهم- ولتنطلق إلى الحياة العملية في شتى المجالات، حتى المعمارية منها والصناعية وشتى الأعمال المهنية التي لا تتناسب وخِلْقتها وكرامتها، وقد أدى ذلك- كما هو مشاهد- إلى إحداث خلل بالغ في أداء رسالتها في رعاية بيت زوجها، فتبدأ بذلك المآسي الاجتماعية المتتالية التي تؤثر ابتداء بالأولاد، ثم بالزوج والأسرة، وانتهاء بالمجتمع كله.
إن المرأة التي قُدِر عليها رزقُها، أو ألجأتها الضرورة للعمل لتكون عَضُداً لزوجها، أو لتعيل أطفالها من بعده، أو لتسد ثغرة في الوظائف المختصة بالمرأة في المجتمع، هذه وأمثالها لسن بالطبع محلاً للنقد هنا، إلا أن الأمر متوجه لمن تأثر منهن بالفنانات