بذلك- أي الفن الغربي- قد تمكن من ترويج أفكاره المنحرفة في المجتمعات المسلمة مما حقق له فوزاً ساحقاً عليها، في المقابل نرى الفن العربي قد استجمع كل أسباب الضعف، عبر مخاطبته الغرائز، وتكريسه لدوافع الإجرام والانحلال.
إن مؤسسات الإعلام العربية لا يمكنها - بإنتاجها الفني الضحل - أن تغطي فترات الإرسال التي قد تطول وتطول حتى تصل في بعض التلفزيونات العربية إلى 24 ساعة يومياً، ولا يمكنها تغطية ذلك إلا باستيراد هذا الكمّ الهائل من الأفلام والمسلسلات الغربية والشرقية والمكسيكية، والذي أنتج كثير منها خصيصاً لأبناء الأمة المسلمة، ليتشرّبوا أنماط حياة وطرائق سلوك بعض الأمم الأخرى، وأفكارها الاجتماعية المنحرفة.
وبهذا يحقق الإعلام العربي ما يصبو إليه الغرب من ترويج لبضاعته الفنية الغثة.
وتتجلى التبعية للغرب في أتم صورة في استيراد دول المشرق العربي أفلامها من أمريكا وبريطانيا، في حين تستورد دول المغرب العربي أفلامها من فرنسا، والمنظومة الفرانكوفونية، فتستقي الدول العربية بذلك ما يصبه الغرب في تلفزيوناتها صبّاً، دون رقابة تذكر ولا ناقد بصير.
وفي كل يوم يعرض فيلم أجنبي واحد على الأقل في أي تلفزيون عربي، فتصوّر كم يعرض في سنة كاملة (360) فيلماً أجنبياً مضافاً إليها البرامج الترفيهية وعروض السحر وأصناف