فصل:

"إذا كان الهوى من القلب في الشغاف والصميم، واللوم يحوم حول ذلك الحمى والحريم، وكلما شاهد الحر فتى ثار، وكلما عاين النار استطار، لا جرم أنه يستحيل جوهره هباء، ويذهب زبده جفاء، ويثبت في محله ذلك الهوى، ويلقي عصاه، ويستقر به النوى".

هذا محلول قوله:

عذل العواذل حول قلب التائه ... وهوى الأحبة منه في سودائه

يشكو الملام إلى اللوائم حره ... ويصد حين يلمن عن برحائه1

فألقت عصاها واستقر بها النوى ... كما قر عينا بالإياب المسافر

فصل في ذكر معقل:

"حماها فأجلى، وبناها فأعلى، ونيران المران تضطرم، وأمواج الأرماح تلتطم، وشبا الظبا يصطدم، ولظى الوغى تحتدم، نقرت بعد انزعاجها، وسلمت بعد ارتتاجها، وشفيت من ألمها، وبرئت من لممها، وأصبحت متقلدة بغمائم من أشلاء الفوارس، تدفع عنها عين العائين ونفس النافس، وليست كقلائد عراف اليمامة وعراف نجد، ولكنها قلادة طرفاها الشرف وواسطتها المجد".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015