وقد كنت شرعت في حل سينيات المتنبي، وأن أجعل ذلك كتابا مفردا، وأنا أورد ههنا بعض ذلك، ليكون معارضا لما جاء به هذا الرجل.

ومن ذلك أنه أورد مثالا من نثره في حل بيتي المتنبي:

بناها فأعلى والقنا يقرع القنا ... وموج المنايا حوله متلاطم

وكان بها مثل الجنون فأصبحت ... ومن جثث القتلى عليها تمائم

وأورد مثالين لابن الأثير في حل البيتين.

ثم قال: ومن عنده أدنى ذوق في فن الكتابة يعرف الفرق بين كلامنا وهذا الكلام.

ثم قال: والزيادات العجيبة، والتسميطات والأسجاع التي أتينا بها تزري على ما أتى به هذا الكتاب، وتتجاوزه أضعافا مضاعفة.

ومن هذا ما ذكره في المقدمة من الزهو بعلماء بغداد والفخار بأدبائها، وتفضيلهم على من سواهم تفضيلا مبالغا فيه، وهو يريد نفسه، وإن كان قد حاول أن يستل نفسه ممن أشاد بهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015