بفساد، أو قادح للشر بزناد، أو مخيف سبيل، أو قائد رعيل1.
فكن في ذلك كالليث السغب2 ينهض إلى فريسته، والصقر القطم3 ينقض على طريدته، حتى توسع كل ساع بالفساد قتلا وأسرا، وتوثق كل عادل عن السداد حبسا وحصرا، وتأمن السبل والأطراف، وتصبح الناس فيها كحمام الحرم لا يخاف.
فهذه الأعمال مظلمة، فكن أضوأ من السراج، وهذه المدرة4 حجاجية5 فكن أهيب من الحجاج.
وقد تلخص من مجموع وصايا الملك أن يكون الملك ذالونين: أزهر وأقتم، وذا طعمين: أحلى من العسل، وأمر من الملقم، وذا وجهين: طلق وشتيم6، وذا يومين: يوم بؤس ونعيم.
والدعامة التي تقوم بها السياسة، وبنصب عليها عمل الرياسة هي القوة من غير عنف، واللين من غير ضعف، فالرعية كمريض هذه زبدة علاجه، والسياسة كبدن هذا تعديل مزاجه.
واجعل أعظم كدك، وغاية قصدك، استجلاب الأدعية الصالحة