توفي سنة 538.
النحوي شارح كتاب سيبويه وان كان لم يمته، هو أبو بكر بن محمد العسكري أخذ عن المبرد وتصدر بالأهواز. قال الذهبي: كان وضيع النفس يأخذ من الطلبة ويطلب حمال قفص فيحمله إلى داره من غير عجز وربما انبسط فبال على الحمال ويتنقل بالتمر فيحذف بنواه الناس توفي سنة 327 ولقبه المبرد مبرمان لكثرة سؤاله له. ومن مصنفاته: كتاب شرح سيبويه. وكان إذا ركب في طبلية الحمال وبال عليه اعتذر له بقوله: احسب انك حملت رأس غنم.
علي بن عيسى بن الفرج بن صالح أبو الحسن الربعي النحوي الزيدي أحد أئمة النحو، كان دقيق النظر في النحو جيد الفهم والقياس، لازم أبا على الفارسي عشرين سنة، فقال له أبو علي: ما بقيت تحتاج إلي ولو سرت من الشرق إلى الغرب لم تجد أنحى منك. ومن تصانيفه شرح الإيضاح للفارسي، وكتاب شرح مختصر الجرمى، وكتاب البديع في النحو، وكتاب المبنى على فعال، وكتاب التنبيه على خطأ ابن حبي في تفسير شرح المتنبي، وكتاب شرح سيبويه. وكان يرمى بالجنون. مر يوما بسكران ملقى على قارعة الطريق فحل سراويله وجلس
على انفه وجعل يضرط وينشد:
تمتع من شميم عرار نجد ... فما بعد العشية من عرار
ونازعه يوما شخص في مسألة فعمد إلى شرحه لكتاب سيبويه، فوضعه في اجانة وصب الماء وغسله وجعل يلطم الحيطان ويقول: جزاء من يجعل أولاد البغالين نحاة. وسأل من تلامذة أن يركبوا معه إلى كلواد فظنوا حاجة عرضت، فركبوا معه وعرضوا عليه الركوب فأبى فلما صار بحذائهم أوقفهم على سلم وأخذ كساءا وعصا، وما زال يعدو على كلب هناك وهو يهرب منه تارة ويثب عليه أخرى حتى أعياه ذلك فعاونوه عليه فأمسكه وعضه عضا شديدا وقال: هذا عضني منذ أيام فأردت أخالف فيه قول الشاعر: