أصحاب مالك في القرن الثاني

ترجمة عبد الله عبد الرحمن بن القاسم العتقي

...

أصحاب مالك في القرن الثاني:

نعني أصحابه الذي أخذوا عنه الفقه ونشروا مذهبه، لا أصحاب الحديث, فإنهم كثيرون كما تقدَّم.

أولهم وأثبتهم في الفقه الإمام:

ترجمة أبو عبد الله عبد الرحمن بن القاسم العتقي:

مولاهم -بضم العين وفتح التاء المثناة فوق قاف- المصري الفقيه, روى عن مالك، والليث، ونافع، القاري1، وبكر بن مضر، وعبد العزيز الماجشون، ومسلم بن خالد الزنجي شيخ الشافعي، وغيرهم، وروى عنه أصبغ بن الفرج، ومحمد بن سلمة المرادي، وطالت صحبته لمالك عشرين سنة, ولم يخلط علمه بغيره, حتى قيل: إنه لم يخالفه إلّا في أربع مسائل, ذكرها ابن ناجي2 في الزكاة من شرح المدونة، قال فيه يحيى بن يحيى3: أعلمهم بعلم مالك وآمنهم عليه، قال أبو زرعة4: عنده ثلاثمائة مجلد عن مالك مسائل مما سأله أسد بن الفرات المغربي.

ولهذا شرط أهل قرطبة قطب مدن الأندلس علمًا في سجلاتهم أن لا يخرج القاضي عن قول ابن القاسم ما وجده.

قال النسائي: ثقة مأمون، وقال فيه مالك: مثله مثل جار مملوء مسكًا, أخرج له البخاري حديثًا واحدًا في سورة يوسف، والنسائي كثيرًا وأثنى عليه كثيرًا، هو وغيره علمًا وضبطًا ودينًا، قال: ولم يرو أحد الموطأ عنه أثبت من ابن القاسم، وخرَّج له غيرهما خارج الستة. توفي سنة "191" إحدى وتسعين ومائة، وكان لا يقبل جوائز السلطان, شديد الورع والضبط والتقوى -رحمه الله، وعمره يوم مات ثلاث وستون سنة5.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015