سليمان التيمي1، ومنصور2، وعنه السفيانان3، وابن المبارك، وسري السقطي4، ثقة مأمون لا أورع منه، كثير الحديث، وهو شيخ مشائخ الصوفية.

وكان في أول أمره قاطع الطريق بي أبيورد وسرخس، وعشق جارية، فبينما هو يرتقي جدارًا إليها سمع تأليًا يقرأ: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} 5 فقال: يا رب قد آن, ورجع فكان من أمره ما كان.

قال سيفان بن عيينة: دخلنا يومًا على الرشيد وفي آخرنا الفضيل, فقال: في أيهم أمير المؤمنين؟ فقلت: هذا, فأقبل عليه وقال: يا حسن الوجه, أنت الذي أمر هذه الأمة بيدك وعنقك, لقد تقلدت عظيمًا, فبكى، ثم أعطى كل واحد منا بدرة فقبلها إلا الفضيل, فقال له: إن لم تستحلها فأعطها ذا دين, أو أشبع بها جائعًا أو عاريًا، فقال: أعفني منها, فلما خرجنا قلت له: أخطأت, هلَّا صرفته في أبواب البر, فأخذ بلحيتي وقال: أنت فقيه البلد, وتغلط في مثل هذا, لو طابت لأولئك لطابت لي. توفي سنة "187"، سبع وثمانين ومائة6.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015