ابن أبي عمران، ميمون الهلالي مولاهم، مولى محمد بن مزاحم أخي الضحاك، الكوفي الأصل المكي الدار، إمام المكيين ومسندهم, وأحد أئمة الحجاز بل الإسلام، وكان أعور، مولده بالكوفة سنة سبع ومائة.
كان إمامًا عالمًا زاهدًا ورعًا، مجمَعًا على صحة حديثه وروايته، سمع من سبعين من التابعين، شارك مالكًا في أكثر شيوخه، كزيد بن أسلم، والزهري1، وخلق، وروى عنه شعبة2، ومسعر بن كدام من شيوخه، وابن المبارك4، والثوري5، والأوزاعي6، والأعمش7، من أقرانه، والشافعي، وابن حنبل، وابن معين8، وابن المديني9، وإسحاق10، وأمم.
قال الشافعي: العلم يدور على ثلاثة: مالك والليث، وابن عيينة، وقال ابن وهب10: ما رأيت أعلم بكتاب الله من ابن عيينة, وتقدَّم أنه من جملة السابقين إلى التأليف في عصر مالك، له مسند وتفسير، توفي سنة "198" ثمان وتسعين ومائة11.