في مجرى التعليم في البلدان الإسلامية، وأخرجت هاتان الطبقتان من العاملين عددا من المتخصصين الجدد في العربية أو الفارسية أو التركية أو الإسلام كانوا روادا بين أيدي المستشرقين والأكاديميين.

وكان الطريق مفتوحا آمنا كذلك أمام الرحالة المحب للاستطلاع، من لديه فراغ الوقت ورمانسية الخيال وثراء الجيب من الساعين إلى المعرفة الذين يخطون كتابات سطحية عن الشرقي أو الآثار أو المخطوطات التي يتوصل إليها. ولكنا خلال هذا كله كنا نتبين ملامح الباحث المجرد مثل "أ. و. لين صلى الله عليه وسلم. W. Lane" الذي لم يكن يكل أو يمل1 واقتنع التبشير من كتابات هؤلاء أنه إذا كانت قوة الإسلام السياسية قد اهتزت فإن انحلال قوته الروحية وتحول أتباعه إلى المسيحية قد بات في متناول اليد.

هكذا كانت زاوية النظر حين استهلت الجماعات التبشيرية البريطانية -وغيرها- عملها في الشرق، في بلدان إفريقية وحوض البحر المتوسط.

ومنذ البداية كان هناك تجاوب متبادل إن لم يكن هناك تماثل في المقصد بين المستشرق الأكاديمي والمبشر الإنجيلي، ويصدق هذا بصفة خاصة على المتجهين للدراسات العربية بجامعتي إنجلترا اللتين أدخلت فيهما دراسة العربية لتكون عونا للدراسات الإلهية والإنجيلية عن طريق باحثين هم أنفسهم ينتظمون في سلك هيئات دينية holy orders. وهكذا عمل معهد مكبريد Mcbride في أكسفورد ومعهد لي Lee في كمبردج2 لصالح جمعية الكنيسة Ghurch missionary Society التبشيرية في ترجمة "بروتستنتية" للإنجيل والمزامير إلى العربية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015