ومن أجل أن الفلسفة الماركسية فيها من هنات التفكير، ومن تحكم "الرغبة" والانحراف عن الطبيعة الإنسانية -بما يصدم المفكر فيها- كانت الجولة الرابعة من جولات التفكير الأوروبي: هي جولة "الخصومة العنيفة للفكر الماركسي"، قبيل بداية القرن العشرين ومنذ بدايته حتى الآن، وخصوم هذا الفكر ما بين مؤيد للعقل وقيمته، أو مؤكد لصحة الوحي وحاجة الإنسانية إلى الإيمان بالله، وليس إلى دين أي يدين! إذ الماركسية تمثل فكرة وعقيدة معا، تمثل فلسفة ودينا، ولكن فلسفتها تبرير، ودينها وثنية وإيمانها وهم.
ومن الذين يشار إليهم في هذا الصراع الفكري ضد الماركسية: الفيلسوف الدانيماركي المعاصر لماركس "كير كجارد" Kier Kegaard 1 صاحب فلسفة "الصلة بين العلم والإيمان" والفيلسوف الفرنسي "برجسون" Henri رضي الله عنهergson2 زعيم المذهب الروحي في الفلسفة المعاصرة، والفيلسوف الألماني "هيدجر" Martin Heidegger3 صاحب فلسفة "الوجود الزماني".
أما "شيلر" Max Scheler4 الفيلسوف الألماني في القرن العشرين، فيعتبر في قمة هؤلاء الفلاسفة الذين كشفوا عن تهافت الماركسية خاصة، والاتجاه الواقعي الوضعي في التفلسف على العموم، وفلسفته تقوم على الصلة بين الفكر الديني والميتافيزيقي والعلمي، وبين الحياة الاجتماعية والعلمية والسياسية والاقتصادية كما تقوم على توضيح أن "القيم الأخلاقية" هي حقائق ثابتة.
وإذ نحن هنا في هذا الفصل، بصدد بيان أن "التجديد في الفكر الإسلامي الحديث" أثر للفكر الأوروبي في القرن التاسع عشر -وهو الفكر