نفسي، تكون أولا من أحداث مادية، ومن جملة من العلاقات والروابط تجمعت كصورة لما يقع في تاريخ الجماعة، ولما يكون لها من تقاليد، ومنظمات، ولغة، وعندئذ يعيش العقل المجرد في صميم الحياة، ويعتبر مرآة لما يجري فيها، ومصدرا أيضا لتكوين عقول الأفراد. وعقول الأفراد إذن بالنسبة له صور له وأفراد منه، وحادثة عنه.

ماركس Marx:

والآن يكفي ما قدمنا من فلاسفة مؤيدين لسيادة "الطبيعة" على العقل والدين معا، لكي ننتقل إلى "ماركس"1.

إنه الفيلسوف الذي أثر تأثيرا كبيرا في انتصار البحث الطبيعي الواقعي على الميتافيزيقا، وعلى طريقة التفكير الخاصة بعصر التنوير في القرن التاسع عشر. وآراؤه مع إنجلز صلى الله عليه وسلمngles تعتبر دستور الماركسية فيما يسمى بالاشتراكية الجماعية، أو ما يسمى بالشيوعية، أو البلشفية.

أ- الصراع بين الطبقات:

وماركس له جدل "عز وجلialektik" ومنطق، استخدم فيه "النقيض" عز وجلer Widerspruch Principium، الذي عرف للفيلسوفين الألمانيين قبله: "فيشته" و"هيجل" ... ولكنه استخدمه في مجال آخر، غير مجال "التصور الذهني" الذي وجدناه عند "فيشته"، وغير مجال "الفكرة" التي عرفناها لـ"هيجل" استخدامه في مجال "الاقتصاد"، واستند في هذا الاستخدام إلى تاريخ الجماعة.

فكل "شيء" -في نظره- يتضمن نقيضه، بحيث إن كل "شيء" يهدم نفسه، وهذا هو التصوير العام لمبدأ النقيض، ولكن "ماركس" يستخدمه كي يدلل على وقوع انهيار "المجتمعات" وسقوطها، تلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015