"وهو -الإسلام- موجود وشائع في آسيا، حيث لا يزال قائما في بيت المقدس وناشرا أعلامه على "مهد الإنسانية ومقر المسيح""!

فأهداف الحروب الصليبية قديما تركزت في استرداد بيت المقدس من المسلمين البرابرة "! " ولا يزال مما يزعج الغرب الآري المسيحي الآن بقاء لواء الإسلام منتشرا على "مهد الإنسانية"!! وهذا لا يقل خطرا على الغرب عن اجتماع المسلمين ونطقهم جميعا في لحظة واحدة قائلين: "الله أكبر"، إذا ما اتجهوا لعبادة الله سبحانه وتعالى!!.

وبهذا تتضح سياسية الاستعمار في الشرق الإسلامي.

إنها سياسة تقوم على إضعاف المسلمين ... في إسلامهم أولا وبالذات!!

وسائل الاستعمار لإضعاف المسلمين في إسلامهم:

ووسائله لذلك تنحصر في توجيه الفكر الإسلامي نحو تحقيق هذه الغاية، وقد برز هذا التوجيه في صورتين تنم كلتاهما عن هذه الغاية:

- الصورة الأولى: قيام بعض مفكري المسلمين بحركة تقدمية في الإسلام: تبغي تقرير سلطة المستعمر وتثبيت ولايته على المسلمين من الوجهة الإسلامية، أو بعبارة أخرى تبغي عدم تحديه ومعارضته, سواء في مباشرة سلطته على المسلمين، أو في إدخاله ما يسميه بنظم الإصلاح الحديثة بينهم!

- الصورة الثانية: قيام بعض الغربيين الآرييين المسيحيين بإبراز الخلافات المذهبية، وتأكيد الفجوات والثغرات. بين طوائف المسلمين وشعوبهم، من الوجهة الشعوبية، أو الجغرافية، أو نظام الحكم ... مع شرح كثير من مبادئ الإسلام شرحا يشوهها وينحرف بها عن أهدافها الأصلية! وذلك كله بالإضافة إلى تمجيد القيم المسيحية، والحضارة الغربية؛ والنظام السياسي، والسلوك الفردي للشعوب الغربية!

- وفي مقابل هاتين الصورتين برز اتجاه إسلامي فكري آخر وهو حركة المقاومة للاستعمار الغربي: سواء في مظهره السياسي أو فيما يستبطنه ويخفيه من الهجوم على الإسلام وإضعاف المسلمين. وهذا اتجاه يعتبر كرد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015