وحاولت "القاديانية" -دعوة الولاء للتاج البريطاني- المحاولة الثانية ...
وحاول كتاب: "الإسلام وأصول الحكم" المحاولة الأخيرة.
ولكها محاولات تصطدم مع الآيات التي ذكرت سابقا في تحديد الإسلام، وما يطلبه من "الفرد" المسلم، و"الجماعة" المؤمنة، وما وضعه من دستور للطرفين، وفوق ذلك تصطدم هذه المحاولات مع الآيات التي طلب فيها القرآن من المؤمنين به دفع خطر "الإلحاد" وهو الكفر ... من مثل قوله تعال: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ، وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} 1.
فليس المراد تجنيد المؤمنين على عهد رسول الله فقط، لمقاومة الكفر المحلي في وقته: كفر المشركين الوثنيين بمكة وبشبه الجزيرة العربية، ولمقاومة النفاق في أيامه ... إذ الكفر أو الإلحاد، وكذلك النفاق، لا يزول من العالم الإنساني بزواله من الجزيرة العربية.
إن الكفر والإيمان -وكذلك النفاق- من ظواهر الجماعة الإنسانية تلك الظواهر التي تلازمها في حياتها في كل جيل ووقت، والشيء الذي يختفي حتى يكاد ينعدم، أو يبدو ويطفو حتى يكاد يسيطر، وهو أثر ظاهرة الكفر في مقابل ظاهرة الإيمان، أو العكس.
الإسلام وأصول الحكم:
وكتاب "الإسلام وأصول الحكم"2 -من كتب "التجديد" في الفكر الإسلامي الحديث- يعالج أو يعرض دعوى أن "الإسلام دين لا دولة".