أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلَّالُ , أنا عَلِيُّ بْنُ عَمْرٍو الْحَرِيرِيُّ , أَنَّ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ كَأْسٍ النَّخَعِيَّ , حَدَّثَهُمْ , قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى , نا أَبُو سُلَيْمَانَ هُوَ الْجُوزْجَانِيُّ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ , قَالَ: دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ اللُّصُوصُ , فَأَخَذُوا مَتَاعَهُ وَاسْتَحْلَفُوهُ بِالطَّلَاقِ ثَلَاثًا أَنْ لَا يُعْلِمَ أَحَدًا , قَالَ: فَأَصْبَحَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَرَى اللُّصُوصَ يَبِيعُونَ مَتَاعَهُ , وَلَيْسَ يَقْدِرُ يَتَكَلَّمُ مِنْ أَجْلِ يَمِينِهِ , فَجَاءَ الرَّجُلُ يُشَاوِرُ أَبَا حَنِيفَةَ , فَقَالَ لَهُ أَبُو حَنِيفَةَ: «أَحْضِرْنِي إِمَامَ حَيِّكَ وَالْمُؤَذِّنَ وَالْمَسْتُورِينَ مِنْهُمْ» , فَأَحْضَرَهُمْ إِيَّاهُ , فَقَالَ لَهُمْ أَبُو حَنِيفَةَ: «هَلْ تُحِبُّونَ أَنْ يَرُدَّ اللَّهُ عَلَى هَذَا مَتَاعَهُ؟» قَالُوا: نَعَمْ , قَالَ: " فَاجْمَعُوا كُلَّ دَاعِرٍ وَكُلَّ مُتَّهَمٍ فَأَدْخِلُوهُمْ فِي دَارٍ , أَوْ فِي مَسْجِدٍ , ثُمَّ أَخْرِجُوهُمْ وَاحِدًا وَاحِدًا , فَقُولُوا لَهُ: هَذَا لِصُّكَ , فَإِنْ كَانَ لَيْسَ بِلِصِّهِ قَالَ: لَا , وَإِنْ كَانَ لِصُّهُ , فَلْيَسْكُتْ , فَإِذَا سَكَتَ فَاقْبِضُوا عَلَيْهِ " , فَفَعَلُوا مَا أَمَرَهُمْ بِهِ أَبُو حَنِيفَةَ , فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ جَمِيعَ مَا سُرِقَ مِنْهُ