2 - واستدل أصحاب القول الثاني:
أ- أن قوله تعالى: {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} [البقرة: 196]، إنما نزلت في إحصار النبي - صلى الله عليه وسلم - بالعدو عام الحديبية. وأن الإحصار بالمرض وغيره يشمله قوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة: 196]، فعليه أن يتم حجه أو عمرته ولا يكون محصرًا.
ب- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لضباعة بنت الزبير: "حجي واشترطي أن محلي حيث حبستني" (?) فلو كان المرض يبيح الحل ما احتاجت إلى شرط.
جـ- أن المحصر بالمرض لا يتخلص بالتحلل من الأذى الذي هو فيه، كمن ضل الطريق.
الراجح: يتبين من الأدلة التي ذكرناها رجحان ما ذهب إليه أصحاب القول الأول فإن الإحصار يتحقق بالعدو وبالمرض ونحو ذلك من الأعذار الشرعية. والآية وإن كانت نزلت في الحديبية فإن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب وفقًا للقاعدة الشرعية المعروفة.
سجن الحاج أو المعتمر بعد دخوله في الإحرام:
1 - ذهب الحنفية إلى أن المنع من الحج والعمرة بسبب السجن يعد سببًا للإحصار ويجوز له التحلل من الإحرام بعد ذبح الهدي (?).
2 - وذهب الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة إلى أنه إن كان الحبس