كتاب الحدود
الحدود في اللغة: جمع حد وهو المنع، ويطلق على الحاجز بين الشيئيين.
وسميت عقوبات المعاصي حدودًا؛ لأنها في الغالب تمنع العاصي من الوقوع في مثلها (?).
وفي الاصطلاح: عقوبات مقدرة وجبت حقًا لله تعالى (?).
الأصل فيها الكتاب والسنة والإجماع والمعقول.
فأما الكتاب: فقوله تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا} (?).
وأما السنة: فما روى أبو ثعلبة الخشني -رضي الله عنه- عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحرَّم حرمات فلا تنتهكوها، وحدَّ حدودًا فلا تعتدوها، وسكت عن أشياء من غير نسيان، فلا تبحثوا عنها" (?). قال السمعاني: هذا الحديث أصل كبير من أصول الدين وفروعه (?).
وما روى أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "حَدٌّ يقام في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا ثلاثين صباحًا" (?).
وأما الإجماع: فقد وقع الإجماع على وجوب إقامة الحدود في الجملة (?).