كتابُ الفَصيح
لأبي العباس ثعلب
هذا كتاب اختيار فصيح الكلام، مما يجرى في كلام الناس وكتبهم، منه ما فيه واحدة والناس على خلافها، فأخبرنا بصواب ذلك، ومنه ما فيه لغتان وثلاث وأكثر من ذلك فاخترنا أفصحهن، ومنه ما فيه لغتان كثرتا واستعملتا، فلم تكن إحداهما أكثر من الأخرى، فأخبرنا بهما، وألفناه أبوابا، من ذلك.
تقول: نمى المال وغيره ينمى [قال الشاعر: (من الرجز)
يا حبّ ليلى لا تَغيَّرْ وازدَدِ ... وانْمِ كما ينمى الخضابْ في اليّدِ]
وذَوَى العود يذوى، وغَوَى الرجلُ يغوى، وينشد هذا البيت:
(من الطويل)
فمن يلقَ خَيْرا يَحْمدِ الناسَ أمرَه ... ومن يَغْوَ لا يَعْدم على الغيّ لائما