سعد قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق، وهويحفر ونحن ننقل، فبصر بنا فقال: لا عيش إلا عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة» .

وقال الشافعي «أخبرنا سعيد، عن ابن جريج، أخبرني حميد الأعرج، عن مجاهد أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يظهر من التلبية: لبيك اللهم لبيك، لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك» ، قال: حتى إذا كان ذات يوم، والناس يصرفون عنه، كأنه أعجبه ما هو فيه، فزاد فيها: [لبيك إن العيش عيش الآخرة] قال ابن جريج: وأحسب أن ذلك كان يوم عرفة.

قلت: لا يظهر من هذين الحديثين وجوب ذلك، أكثر ما فيه استحباب مثل ذلك، وقد قيل به في حق المكلفين.

وحديث مجاهد مرسل، وقول ابن جريج منقطع.

والله أعلم.

مسألة

أبيحت له مكة يوماً واحداً، فدخلها بغير إحرام.

وقتل من أهلها يومئذ نحو من عشرين.

وهل كان فتحها عنوة؟ أو صلحاً؟ على قولين للشافعي، نصر كلا ناصرون.

وبالجملة: كان ذلك من خصائصه كما ذكر صلى الله عليه وسلم في خطبته صبيحة ذلك اليوم، حيث قال: «فإن ترخص أحد بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، فقولوا: إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم» .

والحديث مشهور.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015