وقيل: النجاشي، والصحيح الأول.
ولكن أمهرها النجاشي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة دينار، وجهزها، وأرسل بها إليه رضي الله عنه.
فأما ما رواه مسلم في صحيحه من حديث عكرمة بن عمار اليماني «عن أبي زميل سماك بن الوليد عن ابن عباس أن أبا سفيان لما أسلم قال في حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم: عندي أحسن العرب وأجمله، أم حبيبة بنت أبي سفيان أزوجكما..» الحديث.
فقد استغرب ذلك من مسلم رحمه الله، كيف لم يتنبه لهذا؟ لأن أبا سفيان، إنما أسلم ليلة الفتح، وقد كانت بعد تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بسنة وأكثر، وهذا مما لا خلاف فيه.
وقد أشكل هذا على كثير من العلماء: فأما ابن حزم فزعم أنه موضوع وضعف عكرمة بن عمار، ولم يقل هذا أحد قبله ولا بعده.
وأما محمد بن طاهر المقدسي فقال: أراد أبو سفيان أن يجدد العقد لئلا يكون تزوجها بغير إذنه غضاضة عليه، أو أنه توهم أن بإسلامه ينفسخ نكاح ابنته، وتبعه على هذا أبو عمرو بن الصلاح وأبو زكريا النووي في شرح مسلم، وهذا بعيد جداً، فإنه لو كان كذلك لم يقل: عندي أحن العرب وأجمله، إذ رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ سنة فأكثر، وتوهم فسخ نكاحها بإسلامه بعيد جداً، والصحيح في هذا أن أبا سفيان لما رأى صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم