ليس هو من إخوتهم، بل هو منتسب إليهم بأمه صلوات الله وسلامه عليه، فتعين ذلك في محمد صلى الله عليه وسلم.
ومن ذلك ما ختمت به التوراة في آخر السفر الخامس ما معناه: [جاء الله من سيناء، وأشرق من ساعير، واستعلى من جبال فاران] .
ومعنى هذا أن الله جاء شرعه ونوره من طور سيناء الذي كلم موسى عليه، وأشرق من ساعير وهو الجبل الذي ولد به عيسى عليه السلام وبعث فيه، واستعلى من جبال فاران وهي مكة، بدليل أن الله أمر إبراهيم صلى الله عليه وسلم أن يذهب بإسماعيل إلى جبال فاران.
وقد استشهد بعض العلماء على صحة هذا بأن الله سبحانه أقسم بهذه الأماكن الثلاثة فترقى من الأدنى إلى الأعلى في قوله تعالى {والتين والزيتون * وطور سينين * وهذا البلد الأمين} ، ففي التوراة ذكرهن بحسب الوقوع، الأول فالأول، وبحسب ما ظهر فيهن من النور.
وفي القرآن لما أقسم بهن ذكر منزل عيسى ثم موسى ثم محمد، صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين، لأن عادة العرب إذا أقسمت ترقت من الأدنى إلى الأعلى.
وكذا زبور داود عليه السلام والنبوءات الموجودة الآن بأيدي أهل الكتاب، فيها البشارات به صلى الله عليه وسلم كما يخبر بذلك من أسلم منهم قديماً وحديثاً.
وفي الإنجيل ذكر ـ الفارقليط ـ موصوفاً بصفات محمد صلى الله عليه وسلم سواء بسواء.