وفي صحيح مسلم عن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى يومئذ صفوان بن أمية ثلاثمائة من الإبل.
وعتب بعض الأنصار، فبلغه، فخطبهم وحدهم، وامتن عليهم بما أكرمهم الله من الإيمان به، وبما أغناهم الله به بعد فقرهم، وألف بينهم بعد العداوة التامة، فرضوا وطابت أنفسهم رضي الله عنهم وأرضاهم.
وطعن ذو الخويصرة التميمي، واسمه حرقوص ـ فيما قيل ـ على النبي صلى الله عليه وسلم في قسمته تلك، وصفح عنه صلى الله عليه وسلم وحلم، بعد ما قال له بعض الأمراء: ألا نضرب عنقه؟ فقال: لا.
ثم قال: «إنه سيخرج من ضئضئ هذا قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم» .
واستعمل صلى الله عليه وسلم مالك بن عوف النصري على من أسلم من قومه، وكان قد أسلم وحسن إسلامه، وامتدح رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصيدة ذكرها ابن إسحاق.
واعتمر صلى الله عليه وسلم من الجعرانة ودخل مكة، فلما قضى عمرته ارتحل إلى المدينة، وأقام للناس الحج عامئذ عتاب بن أسيد رضي الله عنه، فكان أول من حج بالناس من أمراء المسلمين.