الزمخشري يتابع الجمهور في عدم وصل الخبرية بالإنشائية:

وهنا يدور الزمخشري ويواكب النحويين والبلاغيين الذين يمنعون وصل الجملة الخبرية بالجملة الإنشائية. فيكره الحقيقة التي أقرها الأسلوب القرآني على أن تؤيد ما ذهبوا إليه. يقول في قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ} 1. فإن قلت: علام عطف هذا الأمر ولم يسبق أمر ولا نهي يصح عطفه عليه؟ قلت: ليس الذي اعتمد بالعطف هو الأمر حتى يطلب له كل من أمر أو نهي يعطف عليه، إنما المعتمد بالعطف هو جملة وصف ثواب المؤمنين، فهي معطوفة على جملة وصف عقاب الكافرين، كما تقول: "زيد يعاقب بالقيد والإرهاق، وبشِّر عمرا بالعفو والإطلاق"2!!

8- من أغراض ترتيب الجمل الموصولة:

"أ" تقديم الأعرق في القدوة:

ففي قوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ} 3. فقد جاءت الأجناس الثلاثة على هذا الترتيب. كما يقول الزمخشري: لتقديم ما هو أعرق في القدرة وهو الماشي بغير آلة مشي من أرجل أو قوائم، ثم الماشي على الرجلين، ثم الماشي على أربع4.

"ب" تقديم الأكثر في العدد:

وقد تكون درجة الأهمية في كثرة العدد، ففي قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015