4- ويضفي عليه حسنا وقوة تأثير:

ويضرب الزمخشري لذلك مثلا قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ} 1 اللام: جواب قسم محذوف، وهذه الجملة في حسن استئنافها غاية، وفي أسلوبها قول القائل:

وجارة جساس أبأنا بنابها ... كليبا غلت ناب كليب بواؤها2

وفي فحوى هذا الفعل دليل على التعجب من غير لفظ التعجب، ألا ترى أن المعنى: "ما أشد استكبارهم، وما أكبر عتوهم، وما أغلى نابا بواؤها كليب"3.

ثانيا: من أدوات الفصل:

1- الفصل بالواو:

والواو تقع بين الجملتين لتفصل بين معنييهما، فتكون كل واحدة ذات معنى مستقل عن الآخر ومتميز عنه، فإذا تكررت الجملتان في مقام آخر وسقطت هذه "الواو"، كان الكلام واحدا، يقرر بعضه بعضا، يقول في قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ، مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا} 4. فإن قلت: هل اختلف المعنى بإدخال الواو ها هنا وتركها في قصة ثمود5، قلت: إذا أدخلت "الواو" فقد قصد معنيان كلاهما مناف للرسالة عندهم، التسحير والبشرية،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015