القطع إلى قطع على وجه الاحتياط وقطع على وجه الوجوب، وأبقى على الثاني اسمه، وهو "الاستئناف"1.
وأطلق مصطلح "كمال الانقطاع" على ما سماه الجرجاني "الانفصال إلى الغاية" وهو أن تختلف الجملتان خبرًا وطلبًا أو أن تتفقا خبرًا2.
وأطلق مصطلح "التوسط بين كمال الاتصال وكمال الانقطاع" على ما سماه الجرجاني "ما هو واسطة بين الأمرين، وكان له حال بين الحالين" وذلك إذا اختلفت الجملتان خبرًا وطلبًا"3.
وخرج ابن الأثير "ت 637هـ" عن دائرة "الفصل والوصل" وكمال الاتصال وكمال الانقطاع، لأنه قد اعتد بكتاب "سر الفصاحة" لابن سنان الخفاجي "ت 466هـ" الذي كان يبحث في شروط الفصاحة في اللفظة الواحدة وشروطها في الألفاظ، وهاجم من يرى البلاغة في معرفة الفصل من الوصل4 فقط وفي حديث ابن الاثير عن "الحروف العاطفة والجارة" يقول: "هذا موضع لطيف المأخذ دقيق المغزى وما رأيت أحدا من علماء هذه الصناعة تعرض له، وما أقول إنهم لم يعرفوه"5! ثم يحلل قوله تعالى: {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ، وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ، وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ} 6 مستعملا للفصل عبارة "حذف الواو" وللوصل "إثباتها"7.
وجاء القزويني "ت 739هـ" وهو رجل سيطرت عليه النزعة التعليمية، فأحال البلاغة إلى قواعد يحفظها الدارسون8 فأضاف مصطلحين