نظمه المتضمن للإعجاز وجوه: منها ... و ... وأن كلام الفصحاء يتفاوت تفواتا بينا في الفصل والوصل والعلو والنزول"1.

والقاضي عبد الجبار "ت 415هـ" يفسر آية {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} قائلا: "إن الأولى أن يكون "والراسخون" عطفا على ما تقدم"2، ويردد الشريف المرتضى "ت 456هـ" هذا الرأى في نفس الآية الكريمة3، وابن رشيق القيرواني "ت 456هـ" يتكلم عن المقاطع والمطالع قائلا: اختلف أهل المعرفة في المقاطع والمطالع، فقال بعضهم: هي الفصول والوصول بعينها، فالمقاطع: أواخر الفصول والمطالع أوائل الوصول -وهذا القول هو الظاهر من فحوى الكلام، والفصل آخر جزء من القسيم الثاني: وقال غيرهم: المقاطع منقطع الأبيات، وهي القوافي، والمطالع أوائل الأبيات4".

أقول: إن مرحلة عدم استقرار المصطلح قد استمرت طوال فترة ما قبل الجرجاني، والذي أبهم المسألة أن الفصل بما تغذى به من معان في علم القراءات كان شِبْهَ واضح في أذهان المتحدثين عنه في البلاغة، لكن لم يتصد واحد منهم ويفصله عن معانيه في علم القراءات وعلم الخط، تلك التي لا تحتاج إليها بلاغة الأسلوب، ثم يحاول رسم الحدود وإبراز المضمون، لم يفعل ذلك سوى عبد القاهر الجرجاني. حتى ابن سنان الخفاجي "ت 466هـ" معاصر الجرجاني، راح يدافع عن أن البلاغة قد لا تكون في معرفة الفصل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015