مَعِي إِدَاوَةٌ مِنْ مَاءٍ، قَالَ: فَتَنَاوَلَ الإِدَاوَةَ فَتَوَضَّأَ، وَكَانَتْ عَلَيْهِ جُبَّةٌ ضَيِّقَةُ الْكُمَّيْنِ، قَالَ: فَذَهَبَ لِلْحَسْرِ عَنْ ذِرَاعَيْهِ فَضَاقَتَا عَلَيْهِ، فَأَخْرَجَ يَدَيْهِ مِنْ تَحْتِ الْجُبَّةِ، فَتَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، وَمَسَحَ بِنَاصِيَتِهِ وَعِمَامَتِهِ،
ثُمَّ مَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلْنَا إِلَى أَصْحَابِنَا وَقَدْ أَسْفَرْنَا جِدًّا، فَإِذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ صَلاةَ الْفَجْرِ، وَقَدْ صَلَّى رَكْعَةً، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَقْبَلَ تَنَحَّى عَنْ مُقَامِهِ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ مَكَانَكَ، قَالَ: فَصَلَّيْنَا خَلْفَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَكْعَةً، فَلَمَّا سَلَّمَ مِنْ صَلاتِهِ قُمْنَا، فَقَضَيْنَا رَكْعَةً أخرى" 1.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا مُسَدَّدٌ، نا يزيد بن زريع.
وأخبرنا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ النِّعَالِيِّ، أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ، نا عَمْرُو بْنُ علي، نا يزيد
ابن زُرَيْعٍ، نا حُمَيْدٌ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "تَخَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَخَلَّفْتُ مَعَهُ، فَأَتَى بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ فَغَسَلَ وجهه ويديه، ثم ذهب للحسر عَنْ ذِرَاعَيْهِ، فَضَاقَ كُمَّ الْجُبَّةِ، فأخرج يده مِنْ تَحْتِ الْجُبَّةِ، وَأَلْقَى الْجُبَّةَ عن منكبه