"يَا غُلامُ، أَوْ يَا بُنَيَّ، ألا أعلمك كلمات ينفعك (131/ أ) اللَّهُ بِهِنَّ؟ فَقُلْتُ: بَلَى، فَقَالَ: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تجده أمامك، تعرف عليه فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، فَقَدْ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ، فَلَوْ أَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ جَمِيعًا أَرَادُوا أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَقْضِهِ اللَّهُ لَكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَإِنْ أَرَادُوا

أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَقْضِهِ اللَّهُ عَلَيْكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَاعْمَلْ لِلَّهِ بِالشُّكْرِ في اليقين، وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا" 1.

تَابَعَ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بن أحمد الأثرم إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ عَلَى رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنِ التَّرْقُفِيِّ هَكَذَا، إِلا أنه قال: عن قيس ابن الحجاج الزوفي2، وذاك الصواب. وَقَدْ خَلَطَ التَّرْقُفِيُّ فِي إِسْنَادِهِ ولم يضبطه، وصحف فِي اسْمٍ مِنْهُ، وَوَهِمَ عَلَى

أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئِ فِي رِوَايَتِهِ عَنْهُ هَكَذَا. وَذَلِكَ أَنَّ أبا عَبْدَ الرَّحْمَنِ كَانَ يَرْوِيهِ عَنْ نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ وَابْنُ لَهِيعَةَ

عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ حنش، عن ابن عباس، ويرويه أيضاً عَنْ كَهْمَسِ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ فَرَافِصَةَ3،

عَنِ ابْنِ عباس مرسلاً4، لا يذكر بين الحجاج وبين ابن عباس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015