السخف والركاكة ذكر فِيهِ مَا رَآهُ فِي الأحلام وَإِذ أسرِي بِهِ وخرافات بَارِدَة والرسائل القانونية وَهِي سبع رسائل فَقَط مِنْهَا ثَلَاث رسائل ليوحنا ابْن سيذاي الْمَذْكُور ورسالتان لباطرة شَمْعُون الْمَذْكُور ورسالة وَاحِدَة ليعنوب بن يُوسُف النجار وَالْأُخْرَى لِأَخِيهِ يهوذا بن يُوسُف تكون كل رِسَالَة من ورقة إِلَى ورقتين فِي غَايَة الْبرد والغثانة ورسائل بولس تلميذ شَمْعُون باطرة وَهِي خمس عشرَة رِسَالَة تكون كلهَا نَحْو أَرْبَعِينَ ورقة مَمْلُوءَة حمقاً ورعونة وَكفرا ثمَّ كل كتاب لَهُم بعد ذَلِك فَلَا خلاف بَينهم فِي أَنه من تأليف الْمُتَأَخِّرين من أساقفتهم وبطارقتهم كمجامع البطارقة والأساقفة الْكِبَار السِّتَّة وَسَائِر مجامعهم الصغار وفقههم فِي أحكامهم الَّذِي عمله ركديد الْملك وَبِه يعْمل نَصَارَى الأندلس ثمَّ لسَائِر النَّصَارَى أَحْكَام أَيْضا عَملهَا لَهُم من شَاءَ الله أَن يعملها من أساقفتهم لَا يَخْتَلِفُونَ فِي هَذَا كُله أَنه كَمَا قُلْنَا ثمَّ أَخْبَار شهدائهم فَقَط
فَجَمِيع نقل النَّصَارَى أَوله عَن آخِره حَيْثُ كَانُوا فَهُوَ رَاجع إِلَى الثَّلَاثَة الَّذين سمينا فَقَط وَهُوَ بولس ومارقش ولوقا وَهَؤُلَاء الثَّلَاثَة لَا ينقلون إِلَّا عَن خَمْسَة فَقَط وهم باطرة وَمَتى ويوحنا وَيَعْقُوب ويهوذا وَلَا مزِيد وكل هَؤُلَاءِ أكذب الْبَريَّة وأخبثهم على مَا نبين بعد ذَلِك إِن شَاءَ الله تَعَالَى على أَن بولس حكى فِي الافركسيس وَفِي إِحْدَى رسائله أَنه لم يبْق مَعَ باطرة إِلَّا خَمْسَة عشر يَوْمًا ثمَّ لقِيه مرّة أُخْرَى بَقِي مَعَه أَيْضا يَسِيرا ثمَّ لقِيه الثَّالِثَة فَأخذ جَمِيعًا وصلبا إِلَى لعنة الله إِلَّا أَن الأناجيل الْأَرْبَعَة والكتب الَّتِي ذكرنَا أَن عَلَيْهَا معتمدهم فَإِنَّهَا عِنْد جَمِيع فرق النَّصَارَى فِي شَرق الأَرْض وغربها على نُسْخَة وَاحِدَة ورتبة وَاحِدَة لَا يُمكن أحد أَن يزِيد فِيهَا كلمة وَاحِدَة وَلَا ينقص مِنْهَا أُخْرَى إِلَّا افتضح عِنْد جَمِيع النَّصَارَى مبلغة كَمَا هِيَ إِلَى مارقش ولوقا ويوحنا لِأَن يوحنا هُوَ الَّذِي نقل إنجيل مَتى عَن مَتى ورسائل بولس مبلغة كَذَلِك إِلَى بولس وَاعْلَمُوا أَن أَمر النَّصَارَى أَضْعَف من أَمر الْيَهُود بِكَثِير لِأَن الْيَهُود كَانَت لَهُم مملكة وَجمع عَظِيم مَعَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَبعده وَكَانَ فيهم أَنْبيَاء كثير ظاهرون آمرون مطاعون كموسى ويوشع وشموال وَدَاوُد وَسليمَان عَلَيْهِم السَّلَام وَإِنَّمَا دخلت الدَّاخِلَة فِي التَّوْرَاة بعد سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام إِذْ ظهر فيهم الْكفْر وَعبادَة الْأَوْثَان وَقتل الْأَنْبِيَاء وَحرق التَّوْرَاة وَنهب الْبَيْت مرّة بعد مرّة فانصل كفر جَمِيعهم إِلَى أَن تلفت دولتهم على ذَلِك وَأما النَّصَارَى فَلَا خلاف بَين أحد مِنْهُم وَلَا من غَيرهم فِي أَنه لم يُؤمن بالمسيح فِي حَيَاته إِلَّا مائَة وَعِشْرُونَ رجلا فَقَط هَكَذَا فِي الافركسيس ونسوة مِنْهُم امْرَأَة وَكيل هردوس وَغَيرهَا كن ينفقن عَلَيْهِ أموالهن هَكَذَا فِي نَص إنجيلهم وَإِن كل من آمن بِهِ فَإِنَّهُم كَانُوا مستترين مخافين فِي حَيَاته وَبعده يدعونَ إِلَى دينه سرا وَلَا يكْشف أحد مِنْهُم وَجهه إِلَى الدُّعَاء إِلَى