بِالْوَيْلِ مرّة بعد مرّة الويل حَقًا على من يصدق بِهَذِهِ الْقِصَّة وعَلى الملعون الَّذِي أَتَى بهَا

وَمِنْهَا وَصفه الله تَعَالَى بالندامة على مَا فعل وَمَا الَّذِي دَعَاهُ إِلَى الندامة أتراه كَانَ عَاجِزا هَذَا عجب آخر وَإِذا كَانَ نَادِما على ذَلِك فَلم تَمَادى على تبديدهم وإلقاء النَّجس عَلَيْهِم حَتَّى يبلغ ذَلِك إِلَى إِلْقَاء الحكة فِي أدبارهم كَمَا نَص فِي آخر توراتهم مَا فِي الْعَالم صفة أَحمَق من صفة من يتمادى على من ينْدَم عَلَيْهِ هَذِه الندامة

وَمِنْهَا وَصفه الله تَعَالَى بالبكاء والأنين

وَمِنْهَا وَصفه لرَبه تَعَالَى بِأَنَّهُ لم يدر هَل سَمعه أم لَا حَتَّى سَأَلَهُ عَن ذَلِك ثمَّ أظرف شَيْء إخْبَاره عَن نَفسه بِأَنَّهُ أجَاب بِالْكَذِبِ وَأَن الله تَعَالَى قنع بكذبه وَجَاز عِنْده وَلم يدر أَنه كَاذِب

وَمِنْهَا كَونه بَين الخرب وَهِي مأوى المجانين من النَّاس وخساس الْحَيَوَان كالثعالب والقطط الْبَريَّة وَنَحْوهمَا

وَمِنْهَا وَصفه الله تَعَالَى بتنكيس الْقَامَة

وَمِنْهَا طلبه الْبركَة من ذَلِك المنتن ابْن المنتنة والمنتن وَبِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ مَا بلغ قطّ ملحد وَلَا مستخف هَذِه المبالغ الَّذِي بلغَهَا هَذَا اللعين وَمن يعظمه وَبِاللَّهِ تَعَالَى نتأيد وَلَوْلَا مَا وَصفه الله تَعَالَى من كفرهم وَقَوْلهمْ يَد الله مغلولة وَالله فَقير وَنحن أَغْنِيَاء مَا انْطلق لنا لِسَان بِشَيْء مِمَّا أوردنا وَلَكِن سهل علينا حِكَايَة كفرهم مَا ذكره الله تَعَالَى لنا من ذَلِك وَلَا أعجب من أَخْبَار هَذَا الْكَلْب لَعنه الله عَن نَفسه بِهَذَا الْخَبَر فَإِن الْيَهُود كلهم يَعْنِي الربانيين مِنْهُم مجمعون على الْغَضَب على الله وعَلى تعييبه وتهوين أمره عز وَجل فَإِنَّهُم يَقُولُونَ لَيْلَة عيد الكبود وَهِي الْعَاشِرَة من تشرين الأول وَهِي أكتوبر يقوم الميططرون وَمعنى هَذِه اللَّفْظَة عِنْدهم الرب الصَّغِير تَعَالَى الله عَن كفرهم قَالَ وَيَقُول وَهُوَ قَائِم ينتف شعره ويبكي قَلِيلا تحليلا ويلي إِذْ خربَتْ بَيْتِي وأيتمت بني وبناتي قامتي منكسة لَا أرفعها حَتَّى أبني بَيْتِي وأرد إِلَيْهِ بني وبناتي ويردد هَذَا الْكَلَام

وَاعْلَمُوا أَنهم أفردوا عشرَة أَيَّام من أول أكتوبر يعْبدُونَ فِيهِ رَبًّا آخر غير الله عز وَجل فحصلوا على الشّرك الْمُجَرّد

وَاعْلَمُوا أَن الرب الصَّغِير الَّذِي أفردوا لَهُ الْأَيَّام الْمَذْكُورَة يعبدونه فِيهَا من دون الله عز وَجل هُوَ عِنْدهم صندلفون الْملك خَادِم التَّاج الَّذِي فِي رَأس معبودهم وَهَذَا أعظم من شرك النَّصَارَى

وَلَقَد وقفت بَعضهم على هَذَا فَقَالَ لي ميططرون ملك من الْمَلَائِكَة

فَقلت وَكَيف يَقُول ذَلِك الْملك ويلي على مَا خرجت من بَيْتِي وَفرقت بني وبناتي وَهل فعل هَذَا إِلَّا الله عز وَجل

فَإِن قَالُوا تولى ذَلِك الْملك ذَلِك الْفِعْل بِأَمْر الله تَعَالَى

قُلْنَا فَمن الْمحَال الْمُمْتَنع ندامة الْملك على مَا فعله بِأَمْر الله تَعَالَى هَذَا كفر من الْملك لَو فعله فَكيف إِن يحمد ذَلِك مِنْهُ وكل هَذَا إِنَّمَا تحيل مِنْهُم عِنْد صك وُجُوههم بذلك

وَإِلَّا فهم فِيهِ قِسْمَانِ

قسم يَقُول أَنه الله تَعَالَى نَفسه فيصغرونه ويحقرونه ويعيبونه

وَقسم يَقُول أَنه رب آخر دون الله تَعَالَى

وَاعْلَمُوا أَن الْيَهُود يقومُونَ فِي كنائسهم أَرْبَعِينَ لَيْلَة مُتَّصِلَة من إيلول وتشرين الأول وهما ستنبر وأكتوبر فيصيحون ويولولون بمصائب

مِنْهَا قَوْلهم لأي شيءٍ تسلمنا يَا الله هَكَذَا وَلنَا الدّين الْقيم والأثر الأول لم يَا الله تنصمم عَنَّا وَأَنت تسمع وتعمى وَأَنت مبصر هَذَا جَزَاء من تقدم إِلَى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015