يوجدت متروكا وَالتّرْك عِنْد الْعَرَب تخليف الشَّيْء فِي الْمَكَان الَّذِي هُوَ فِيهِ والانصراف عَنهُ وَلِهَذَا يسمعُونَ بَيْضَة النعامة إِذا خرج خرج فرجهَا تريكة لِأَن النعامة تَنْصَرِف عَنْهَا والتريكة الرَّوْضَة يغفلها النَّاس وَلَا يرعونها
للشَّيْء نقيض التَّوْكِيل بِهِ يُقَال خلاه إِذا أَزَال التَّوْكِيل عَنهُ كَأَنَّهُ جعه خَالِيا لَا أحد مَعَه ثمَّ ثارت التَّخْلِيَة عِنْد الْمُتَكَلِّمين ترك الْأَمر بالشَّيْء وَالرَّغْبَة فِيهِ وَالنَّهْي سبه بِمن لَيْسَ مَعَه مُوكل يمنعهُ من تَصَرُّفَاته
أَنه يُقَال لهيت عَنهُ إِذا تركته سَهوا أَو تشاغلا وَلَا يُقَال لمن ترك الشَّيْء عَامِدًا أَنه لهى عَنهُ وَقَول صَاحب الفصيح لهيت عَن الشَّيْء إِذا تركته غلط أَلا ترى أَنه لَا يُقَال لمن تركت الْأكل بعد شبع أَو الشّرْب بعد الرّيّ أَنه لَهَا عَن ذل وَأَصله من اللَّهْو ميل الانفعال والمطاوعة
أَن الإطرق عِنْد الْفُقَهَاء كالإذنت إِلَّا أَن أصل الْإِذْن أَن يكون ابْتِدَاء وَالْإِطْلَاق لَا يكون إِلَّا بعد نهي ثمَّ كثر حَتَّى اسْتعْمل أَحدهمَا فِي مَوضِع الآخر وَالْإِطْلَاق مَأْخُوذ من الطلق وَهُوَ الْقَيْد أطلقهُ إِذا فك طلقه أَي قَيده كَمَا تَقول أنشط إِذا حل الأنشوطة وَمِنْه طقل الْمَرْأَة وذكل أَنهم يَقُولُونَ للزَّوْجَة إِنَّهَا فِي حبال الزَّوْج فَإِذا فَارقهَا قيل طَلقهَا كانه قطعت حبلها وَإِنَّمَا قيل فِي النَّاقة أطلق وَفِي الْمَرْأَة طلق للْفرق بَين الْمَعْنيين وَالْأَصْل وَاحِد
أَن الإحجام هُوَ الْكَفّ عَمَّا يسْبق فعله خَاصَّة يُقَال أحجمت عَن الْقِتَال وَلَا يُقَال أحجم عَن الْأكل وَالشرب
أَن التقحم الْإِقْدَام فِي الْمضيق بِشدَّة يُقَال تقحم فِي الفار وتقحم بَين الأقران وَلَا يُقَال أقدم فِي الْغَار وأصل التقحم الْإِقْدَام على القحم وَهِي الْأُمُور الشَّدِيدَة وَاحِدهَا قحمة