وَمِمَّا يضاد الْحَيَاة الْمَوْت
الْفرق بَين الْمَوْت وَالْقَتْل
أَن الْقَتْل هُوَ نقضت البنية الحيوانية وَلَا يُقَال لَهُ قبل فِي أَكثر الْحَال إِلَّا إِذا كَانَ من فعل آدَمِيّ وَقَالَ بَعضهم الْقَتْل إماته الْحَرَكَة وَمِنْه يُقَال نَاقَة مقتلة إِذا كثر عَلَيْهَا الإتعاب حَتَّى تَمُوت حركتها وَالْمَوْت عرض أَيْضا يضاد الْحَيَاة مضادة الرّوح وَلَا يكون غلا من فعل الله الْميتَة المة ت بِعَيْنِه إِلَّا أَنه يدل على الْحَال وَالْمَوْت يَنْفِي الْحَيَاة مَعَ سَلامَة البنية وَلَا بُد فِي الْقَتْل من انْتِقَاض البنية وَيُقَال لمن حبس الْإِنْسَان حَتَّى يَمُوت إِنَّه قَتله لَيْسَ بِقَاتِل فِي الْحَقِيقَة لِأَنَّهُ لم ينْقض البنية ويستعار الْمَوْت فِي أَشْيَاء فَيُقَال مَاتَ قلبه إِذا صَار بليدا وَمَات الْمَتَاع اي كسد وَمَات فِي أَشْيَاء فَيُقَال مَاتَ قلبه غذا صَار بليدا وَمَات الْمَتَاع أَي كسد وَمَات الشَّيْء بَينهم نقص وحظ ميت ضَعِيف ونبات وميت ذابل وَوَقع فِي المَال موتان إِذا تماوتت وموتان الأَرْض إِذا لم تعمر
أَن الذّبْح عمل مَعْلُوم وَالْقَتْل ضروب مُخْتَلفَة وَلذَا منع الْفُقَهَاء عَن الْإِجَارَة على قتل رجل قصاصا وَلم يمنعوا من الْإِجَارَة على ذبح شَاة لِأَن الْقَتْل مِنْهُ لَا يدرى أَيَقْتُلُهُ بضربة أَو بضربتين أَو أَكثر وَلَيْسَ كَذَلِك الذّبْح
أَن النفاد هُوَ فنَاء آخر الشَّيْء بعد فنَاء
أَوله وَلَا يسْتَعْمل النفاد فِي مَا يفنى جملَة أَلا ترى أَنَّك تَقول فنَاء الْعَالم وَلَا يُقَال نفاد الْعَالم وَيُقَال نفاد الزَّاد ونفاد الطَّعَام لِأَن ذَلِك يفنى شَيْئا فَشَيْئًا
أَن الإهلال أَعم من الإعدام لِأَنَّهُ قد يكون بِنَقْض البنية وَإِبْطَال الحاسة وَمَا يجوز أَن يصل مَعَه اللَّذَّة وَالْمَنْفَعَة