أَن قَوْلنَا عَالم دَال على مَعْلُوم لِأَنَّهُ من علمت وَهُوَ مُتَعَدٍّ وَلَيْسَ قَوْلنَا عليم جَارِيا على علمية فَهُوَ لَا يتَعَدَّى وَإِنَّمَا يُفِيد أَنه صَحَّ مَعْلُوم علمه كَمَا أَن صفة سميع تفِيد أَنه إِن صَحَّ مسموع سَمعه وَالسَّامِع يَقْتَضِي مسموعا وَإِنَّمَا يُسمى الْإِنْسَان وَغَيره سميعا إِذا لم يكن أَصمّ وبصيرا إِذا لم يكن أعمى وَلَا يَقْتَضِي ذَلِك مبصرا ومسموعا أَلا ترى أَنه يُسمى بَصيرًا وَإِن كَانَ مغمضا وسميعا وَإِن لم يكن بِحَضْرَتِهِ صَوت يسمعهُ فالسميع وَالسَّامِع صفتات وَكَذَلِكَ المبصر والبصير والعليم والعالم والقدير والقادر لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا يُفِيد مَا لَا يفِيدهُ الآخر فَإِن جَاءَ السَّمِيع والعليم وَمَا يجْرِي مجْراهَا متعدايا فِي بعض الشّعْر فَإِن ذَلِك قد جعل بِمَعْنى السَّامع والعالم وَقد جَاءَ أَيْضا مسمع فِي قَوْله من الوافر
(أَمن ريحانه الدَّاعِي السَّمِيع ... يؤرقني وأصحابي هجوع)
أَنه يَصح عَالم بالمسموع بعد نقضه وَلَا يَصح سامع لَهُ بعد نقضه