فعله وتهجين طَرِيقَته فِيهِ وَقد يكون اللوم على الْفِعْل الْحسن كاللوم على السخاء والذم لَا يكون إِلَّا على الْقَبِيح وللوم أَيْضا يواجه بِهِ الملوم والذم قد يواجه بِهِ المذموم وَيكون دونه وَتقول حمدت هَذَا الطَّعَام أَو ذممته وَهُوَ اسْتِعَارَة وَلَا يستعار الوم فِي ذَلِك
أَن العتاب هُوَ الْخطاب على تَضْييع حُقُوق الْمَوَدَّة والصداقة فِي الْإِخْلَال بالزيارة وَتركت المعونة وَمَا يشاكل ذَلِك وَلَا يكون العتاب إِلَّا مِمَّن لَهُ موَات يمت بهَا فَهُوَ مقارق للوم مُفَارقَة بَينه
أَن التثريب شَبيه بالتقريع والتوبيخ تَقول وبخه وقرعه وثربه بِمَا كَانَ مِنْهُ واللوم قد يكون لما يَفْعَله الْإِنْسَان فِي الْحَال وَلَا يُقَال لذَلِك تقيع وتثريب وتوبيخ واللوم يكون على الْفِعْل الْحسن وَلَا يكون التثريب إلات على قَبِيح والنفنيد تعجيز الرَّأْي يُقَال فنده إِذا عجز رايه وَضَعفه والأسم الفند وأصل الْكَلِمَة الفلظ وَمِنْه قيل للقطعة من الْجَبَل فند وَيجوز أَن يُقَال التثريب الِاسْتِقْصَاء فِي اللوم والتعنيف وَأَصله من الثرب وَهُوَ شَحم الْجوف لِأَن لِأَن الْبلُوغ إِلَيْهِ هُوَ الْبلُوغ إِلَى الْموضع الْأَقْصَى من الْبدن
أَن اللمز هُوَ أَن يعيب الرجل بِشَيْء يتهه فِيهِ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى (وَمِنْهُم من يلمك فِي الصَّدقَات) أَي يعيبك ويتهمك أَنَّك تضعها فيغير موضعهَا وَلَا يَصح اللمز فِي مَا لَا تص فِي التُّهْمَة وَالْعَيْب يكون بالْكلَام وَغَيره يُقَال عَال
الرجل بِهَذَا القَوْل وَعَابَ الْإِنَاء بِالْكَسْرِ لَهُ وَلَا يكون اللمز إِلَّا قولا
قَالَ الْمبرد هُوَ أَن يهمز الْإِنْسَان بقول قَبِيح من حَيْثُ لَا يسمع أَو يحثه ويوسده على أَمر قَبِيح أَي يغريه بِهِ