حَال إِظْهَار نعْمَة عَليّ
أَنْت الْحَمد من قبيل الْكَلَام على مَا
ذَكرْنَاهُ والإحماد معرفَة تضمرها وَلذَلِك دَخلته الْألف فَقلت أحمدته لِأَنَّهُ بِمَعْنى أصبته وَوَجَدته فَلَيْسَ هُوَ من الْحَمد فِي شَيْء
أَن الشُّكْر لَا يكون إِلَّا على نعْمَة وَالنعْمَة لَا تكون إِلَّا لمَنْفَعَة أَو مَا يُؤَدِّي إِلَى مَنْفَعَة كالمرض يكون نعْمَة لِأَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى الِانْتِفَاع بعوض وَالْجَزَاء يكون مَنْفَعَة ومضرة كالجزاء على الشَّرّ
أَن الشُّكْر على النِّعْمَة سمي شكرا عَلَيْهَا وَإِن لم يكن يوازيها فِي الْقدر كشكر العَبْد لنعم الله لعيه وَلَا تكون الْمُكَافَأَة بِالشَّرِّ مُكَافَأَة بِهِ حَتَّى تكون مثله وأصل الْكَلِمَة ينبىء عَن هَذَا الْمَعْنى وَهُوَ الكفؤ يُقَال هَذَا كُفْء هَذَا إِذا كَانَ مثله والمكافأة أَيْضا تكون بالنفع وَالضَّرَر وَالشُّكْر لَا يكون إِلَّا على النَّفْع أَو مَا يُؤَدِّي إِلَى النَّفْع على مَا ذكرنَا والشكرت أيشا لَا يكون إِلَّا قولا والمكافاة تكون بالْقَوْل وَالْفِعْل وَمَا يجْرِي مَعَ ذَلِك
أَن الْمُقَابلَة هِيَ الْمُسَاوَاة بَين شَيْئَيْنِ كمقابلة الْكتاب بِالْكتاب وَهِي فِي المجازاة اسْتِعَارَة قَالَ بَعضهم قد يكون جَزَاء الشَّيْء أنقص مِنْهُ والمقابلة عَلَيْهِ لَا تكون إِلَّا مثله واستشهدوا بقوله (وَجَزَاء سَيِّئَة سَيِّئَة مثلهَا) قَالَ وَلَو كَانَ جَزَاء الشَّيْء مثله لم يكن لذكر المثله هننا وَجه وَالْجَوَاب عَن هَذَا أَن الْجَزَاء يكون على بعض الشَّيْء فَإِذا قَالَ مثلهَا ف: انه قَالَ على كلهَا
أَن الْحَمد لَا يكون إِلَّا على إِحْسَان وَالله حَامِد لنَفسِهِ على إحسانه إِلَى خلقه فَالْحَمْد مضمن بِالْفِعْلِ والمدح يكون بِالْفِعْلِ وَالصّفة وَذَلِكَ مثل أَن يمدح الرجل بإحسانته إِلَى نَفسه وَإِلَى غَيره وَأَن يمدحه بِحسن وجهة وَطول قامته ويمدحة بضفات التَّعْظِيم من نَحْو
قَادر وعالم وَحَكِيم وَلَا يجوز أَن يحمده على ذَلِك وَإِنَّمَا يحمده على