تقلقلت
أَن السلخ هُوَ إِخْرَاج ظرف
أَو مَا يكون بِمَنْزِلَة الظّرْف لَهُ والاخراج عَام فِي كل شَيْء هُوَ الإزلاة من مُحِيط أَو مَا يجْرِي مجْرى الْمُحِيط
أَن اللّبْس يسْتَعْمل فِي الْأَعْرَاض مثل الْحق وَالْبَاطِل وَمَا يجْرِي مجْراهَا وَتقول فِي الْكَلَام لبس والخلط يسْتَعْمل فِي الْعرض والجسم فَتَقول خلطت الْأَمريْنِ ولبستهما وخلطت النَّوْعَيْنِ من الْمَتَاع وَلَا يُقَال لبستهما وحد اللّبْس منع اللنفس من ادراك الْمَعْنى بِمَا هُوَ كالستر لَهُ وَقُلْنَا ذَلِك لِأَن أصل الْكَلِمَة السّتْر
أَن الْفَيْء هُوَ الرُّجُوع من قرب وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (فَإِن فاءوا فَإِن الله غَفُور رَحِيم) يَعْنِي الرُّجُوع لَيْسَ بِبَعِيد وَمِنْه سمي مَال الْمُشْركين فَيْئا لذَلِك كَأَنَّهُ فَاء من جَانب الى جَانب
أَن القمين يَقْتَضِي مقاربة الشَّيْء والدنو مِنْهُ حَتَّى يُرْجَى تحَققه وَلذَلِك قيل خبر قمين غذا بدا يكرج كَأَنَّهُ دنا من الْفساد وَيُقَال للقودح الَّذِي تتَّخذ مِنْهُ الكوامخ القمن وقولك حري بِهِ يَقْتَضِي أَنه مَأْوَاه فَهُوَ أبلغ من القمين وَمن ثمَّ قيل لمأوى الطير حراها ولموضع بيضها الحرى وَإِذا رجا الْإِنْسَان أمرا وَطَلَبه قيل تحراه كَأَنَّهُ طلب مستقره ومأواه وَمِنْه قَول الشَّاعِر من الطَّوِيل
(فَإِن نتجت مهْرا كَرِيمًا فبالحرى ... وَإِن يَك إقراف فَمن قبل الْفَحْل)
وَأما خليق بِهِ بَين الْخلَافَة فَمَعْنَاه أَن ذَلِك مُقَدّر فِيهِ وأصل الْخلق
التَّقْدِير وَأما قَوْلهم جدير بِهِ فَمَعْنَاه أَن ذَلِك يرْتَفع من جِهَته وَيظْهر