قَالَ المتكلمون إِن جَانب الشَّيْء غَيره وجهته لَيست غَيره أَلا ترى أَن الله تَعَالَى لَو خلق الْجُزْء الَّذِي لَا يتجزا مُنْفَردا لكَانَتْ لَهُ جِهَات سِتّ بدلالاة أَنه يجوز أَن تجاوره سِتَّة أَجزَاء من كل جِهَة جُزْء وَلَا يجوز أَلا ترى أَنَّك تَقول للرجل خُذ على جَانِبك الْيمن تُرِيدُ مَا يقرب من هَذِه الْجِهَة لَو كَانَ جَانِبك الْيَمين أَو الشمَال مِنْك لم يمكنك الْأَخْذ فِيهِ وَقَالَ بَعضهم نَاحيَة الشَّيْء كُله وجهته بعضه أَو
مَا هُوَ حكم الْبَعْض يُقَال نَاحيَة الْعرَاق أَي الْعرَاق كلهَا وجهة الْعرَاق يُرَاد بهَا بعض أطرافها وَعند أهل الْعَرَبيَّة أَن الْوَجْه مُسْتَقْبل كل شَيْء والجهة النَّحْو يُقَال كَذَا على جِهَة كَذَا قَالَ الْخَلِيل قَالَ وَيُقَال رجل أَحْمَر وَجهه) أَي فِي كل وَجه استقبلته وَأخذت فِيهِ وتجاه الشَّيْء مَا استقبلته يُقَال توجهوا إِلَيْك ووجهوا اليك كل يُقَال غير أَن قَوْلك وجهوا اليك على معنى ولوا وجوهم والتوجيه الْفِعْل الللازم والناحية فاعلة بِمَعْنى مفعولة وَذَلِكَ أَنَّهَا منحوة أَي مَقْصُودَة كَمَا تَقول رَاحِلَة وَإِنَّمَا هِيَ مرحولة وعيشة راضية أَي مرضية
أَن الكنف هُوَ مَا يسد الشَّيْء من أحد جانبيه وَلِهَذَا يسْتَعْمل فِي المعونة فَيُقَال أكنف الرجل إِذا أَعَانَهُ وكنفته أذا حطته وكنفت الْإِبِل إِذا حطتها فِي حَظِيرَة من الشّجر وَيجوز أَن يُقَال الْفرق بَين الْجَانِب والكنف أَن الكنف هُوَ الْجَانِب الْمُعْتَمد عَلَيْهِ وَلَيْسَ كَذَلِك الْجَانِب